حدثنا الخليل بن ثمام بينما نحن جلوس فقال: كنت داخلا الى داري بالأسكندرية وأنا امتطي جوادي. فوقفت بنهر يتوسط البلدة لأستريح فاذا بي أبصر رسول السلطان عامر بن الوليد يدعوا ابالقاسم لمقابلة السلطان لأمر يخصه فمشيت خلفه لأبحث في أمره فدخلنا القصر.
وعند بلوغنا السلطان، جلست في مكاني مع من جاء من حضور. فسأله السلطان قائلا: بلغني منك يا أبا القاسم المصري أنك تلعن الأسكندرية وما فيها وظروفها الأقتصادية القاسية فكيف لك أن تجرئ على لعن سلطانها ؟
فرد اباالقاسم عليه بتردد : يا سيدي السلطان يا حامي حمى الأوطان وحاكم البلد في امان، لم ألعن الاسكندلاية العظمى ولا ظروفها الاقتصادية المثلى انما لعنت ذوق الناس، انه لذوق بلا احساس، الفصل فصل الربيع وكل شيء بالطبيعة بديع، وانها لمنظر خلاب وسحر جذاب، ورسم فتان وابداع من الله باتقان، نعمة لكل خلق وانسان. وبالطبيعة تكون القلوب مرحة، والعصافير فرحة، والازهار متفتحة . فاخذ ينشد :
حل الربيع بمناظر خضراء * وافرح ما في ارضنا من احياء
وانقشع جو أيام برد * ورحل ما يبدي صداعا وضوضاء
لنفرح وننسى ما يحزن ذواتنا * لنفرح وننسى كل ما هو عناء
وانظر الى جمال تلك الطبيعة * يوحي بعالم كل صفاء
واجلس لنشرب شاي وننسى * مصائب الدنيا كما نحن سواء
فهذا هو ما قدره ربنا * لندعو الاهنا كثيرا بدعاء
فقد أعطانا مايثلج صدرنا * أليس هذا و خير اهداء
فأعجب السلطان ببلاغته وفصاحته وأغدق عليه من العطايا.